
لمحت طيفها من بعيد ينادينى .. كانت كالسراب
ولكن بسمتها المرسومه على ملامحها كانت خير دليل على انها ليست سراب
أستبقيت نظرى عليها مليا .. ثم ذهبت اعدو لها .. وبداخلى شوق جارف لملامستها .. وسماعها .. ورؤية بسمتها وسماع صدى ضحكاتها .
بدأت الأقتراب منها .. ولكننى توقفت لوهله قائلة لنفسى : إنها هى .. إذا فلم يكن ما سمعته حقيقى .. لم يكن ما علمت بأمره سوى خيال .
فهاهى امامى تبتسم لى وتفتح لى ذراعيها لأرتمى بحضنها
فأقتربت أكثر منها .. فإذا بها تضمنى لها ووجهها يرسم الابتسامه بريشة من الشوق
فقلت لها : أعذرينى .. لأننى لم أودكِ منذ فترة
فقالت وهى تنسج من الفرحه لباسا لروحها : لا بل كنتِ معى دوما .. وكان معى الجميع .. لم تتخلوا عنى .. ولم تتركوا لى الوقت حتى ادرك غيابكم .. فدائما كنتم معى .. ومازلتم معى بكل لحظه .
فأبتسمت لها وعينى تهديها كل معانى الأشتياق وضممتها لى أكثر فأكثر ..
ولكن كان يشغل بالى حينها سؤال يؤرقنى .. ولم اود أن اسأله .. فهاهى امامى .. إذا فلن يفيد سؤالى بشىء .. سوى أنه سيجدد الأحزان .
وبدأت اتخلى عن أفكارى الصامته واتحدث معها وتلك الأبتسامه لا تفارقها .. وكأنها مرسول أُرسل ليهبنى الفرحه بذلك الوقت .
وفجأة !!!
سمعت صوت رنين مزعج لا اعرف من أين بدأ ولا كيف ينتهى .
بدأت أجول بنظرى لما حولى .
فوجدتها تبتعد عن نظرى سريعا .. ووجدت أن المكان أختلف .. والضوء خفت .. ووجدت امامى نافذة مغلقه ينبعث منها بعض من ضوء الشمس الخافت .
فأيقنت ان ما كنت فيه ليس سوى حلم .
حلم أخذنى لمن غابت عنا .. لو يبقى لها سوى أبهى الذكريات .
تذكرت السؤال الذى كان ينتابنى طوال الحلم .
كنت أريد ان أسألها هل مازالت بدنيانا .. أم ذهبت حقا لدار البقاء . ؟
وإذا كانت قد ذهبت .. فكيف لى الآن ان أراها وأخاطبها وألمسها وأضمها لى .؟
ولكن حينها ادركت ان صمتى عن سؤالى كان خيرا لى واحب إلى قلبى .
فيكفينى أن لقائى بها كان لرؤية وجهها الباسم وضحكته الصافيه البراقه .
يكفينى أننى ضممتها لى .. وشعرت بدقات قلبها وجمال روحها
حقا ياله من حلم .. لم يكن كالحلم .
بل كان اصدق من اى حلم
لا بل كان واقعا عايشته واستمتعت معه للحظات .
فكما كانت هى فى حياتنا البسمة الصافيه .
كانت فى حلمى بسمة صافيه وضمة حانيه .