
أشرق الصباح اليوم بدقات خفيفه رقيقه على زجاج نافذتى ,, أمضيت وقتا بحثا بعقلى عما يكون سببها ,, وآخيرا أتجهت للنافذة ,, أقتربت منها فإذا بعصفور صغير يقف بجانب الزجاج ,, نظرت إليه مليا ,, نظرت إليه ولا استطيع فتح نافذتى ,, وجدت نظراتى تتجه لعينيه ,, أحسست بإن لديه دمعه صغيرة ودت الخروج ,, فعاودت نظراتى إليه بحثا عن سببا لحزنه ,, فوجدت به جرحا بجانب إحدى جناحيه ,, تألمت وذهبت لفتح النافذة ,, ولكن تراجعت وتملكنى الخوف ,, نعم الخوف ,, الخوف من عصفور صغير غير مضر لى ,, توغلت داخلى بحثا ,, عما يشجعنى على إحتضان عصفورى ,, فلم أجد سوى رعبا حقيقيا يجتاحنى ,, لم يكن خوفى مفتعلا ,, بل أسبابه معروفه لدى منذ زمن ,, نظر إلى العصفور مليا ,, وآخيرا لم يجد منى أملا سوى النظرات ,, نظرات مليئه بالألم ,, ولكنها مجرد نظرات ,, لن تشفى له جرحا ,, ولن تمسح عنه دمعه ,, وآخيرا ذهب بعيدا عن خوفى ,, طار محاولا الطيران ,, ولكنه حاول ,, رأيته بعقلى يتعثر ألاف المرات ,, فكيف لعصفور مثله الطير بجرح مثل جرحه ,, وإلى متى سيصمد بطيرانه ,, وجدته آخيرا يحط على نافذة ,, على مرمى بصرى ويدق عليها ,, ووجدت من ينظر إليه نظرات مثل نظراتى كلها حنان وألم ,, ولكن لم يكتفى مثلى بالحنان ,, بل قدم ما هو أكثر ,, فتح النافذه ,, و قام بمواساة العصفور ,, وتضميد جرحه ,, اقتربت بنظرى أكثر فأكثر ,, لأرى كيف سيكون شكر العصفور ,, ما هديته التى سيهبها لمن أعطاه الأمل بالحياه ,, فوجدت نظرات العصفور الرقيقه ,, خير هدية لمن داوه ,, نظرات لا يمكننى نسيانها ,, لم تكن نظرات بل كانت حوارات ,, كانت كل لمحة من عينيه تعنى آلاف الكلمات ,, ولكن لم يفهمها من وجهت إليه ,, مثلما شعرت أنا بها ,, ربما لأنى أحسست بندم عن ضعفى ,, شعرت كأن العصفور يريد البوح له عما فعلته معه ,, ولكنه لم يبح ,, كان أكرم منى وأكثر شجاعة ,, لم ينتظر منى أكثر منى لمسة حنيه ,, فأفقدنى خوفى متعة هذه اللمسه ,, ولكن كان داخلى أمل فى عودة عصفورى لى ,, فتذكرت بلحظه ,, كيف له أن يكون عصفورى ,, كيف لى أن أعيده لى ,, فبدأت بإزالة ضعفى وخوفى ,, وفتحت نافذتى قليلا قليلا ,, وبدأت فى إنتظار رجوعه ,, أو حتى زيارته لى ,, وهاهو ,, هاهو قد آتى ,, أرتسمت أبتسامة على شفتاى ,, وأنا متلهفة لقدومه ,, وأستعد لأخذه بين يديى ,, ولكنه فجاة توقف وهو بعيدا عنى قليلا ,, نظر لى ,, ونظرت له ,, ولكن لم تكن كنظراتنا الأولى ,, فنظرته لى كانت أستضعافا ,, ونظرتى له كانت أسترجاءا ,, لم تتغير نظراته ,, ولم أيأس من محاولاتى ,, وفجأة أدار وجهته بعيدا عنى وانسحب ,, وذهب بجانب نافذة من داوه ,, لا ينتظر منه شيئا ,, فقط أحب الأمتنان له ,, بطريقته الرقيقه ,, وقتها فقط أحسست بإنه ليس عصفورى ,, بل هو عصفورا آتى إلى مستنجدا ,, فأغلقت بوجهه باب عطفى ,, ولكنى حتى الآن لم أيأس ,, فيكفى إنه أخرجنى من ضعفا سكنني عمرا ,, وإن لم يأتى لى عصفورى هذا يوما ,, سيأتى غيره ربما يوما ما ,, ووقتها سأكون فى أتم الأستعداد ,, لأن أربح نظرات الحب والأمتنان ,, من عصفور رقيق ليس بجبان