الأربعاء، 27 فبراير 2008

أيهـا الليـل البــراق


جاء الليل بسحره المعتاد , وهدوئه الذى يبيح للفكر التجلى والخيال , وببسمته التى لا يحسها سوى العاشق المتغنى بعشقه , وبرقته التى تلهم النفس للعبث بما تكنه الروح .
جاء الليل وداعب أفكارى المتبعثرة , ليتوج لى من بينها فكرة , أبدأ بها نثر تعبيراتى , ولكن اليوم تعبت أجفان الليل من النظر بخبايا عقلى , فكلما رمى ظلاله على نقطه , وجد بها جرحا ينزف , ويبحث بمكانا آخر , فلا يجد سوى عقلا تلبد بالغيوم , وظلاما يرهب الليل من شدة قسوته , فتنحى ليلى هاربا من شجب الظلام عن عقلى , ومن تتويجه بفِكِره ,
ولكن ما هى إلا لحظات ووجدته يأتى إلى مسرعاً , ليناجى روحى بسحره , فأستكنت له , وتركت له نفسى , فأخذنى تارة إلى فضاء أرتسمت به نشوة الحياة , وتارة آخرى حملنى فوق مواكب الأحلام .
فيا أيها الليل البراق , المفعم بالحب والسحر وأحيانا بالآهات , سينجلى ظلامك الآن , وتعود من حيث أتيت , وتبدأ النهار بتلوين السماء , وتبدأ قطرات الندى فى مداعبة الزهور , وترمى الشمس أشعتها الورديه الدافئه فيصتدم بعضها بالمياه فتحولها إلى لآلىء تضوى الكون بجمالها .
أيها الليل الهادئ , سأنتظرك دوما , سأنتظر مداعبتك لخيالاتى , لترينى ما لا كنت أراه , سأنتظرك لتعلمنى النظر لخبايا عقلى وتمتمات روحى , سأنتظرك دائما , يا ليلى الهادئ الساحر المستكين .

هناك تعليقان (2):

هاني النجار يقول...

وترمى الشمس أشعتها الورديه الدافئه فيصتدم بعضها بالمياه فتحولها إلى لآلىء تضوى الكون بجمالها

إنه الليل دائماً محط الذكريات، ومهبط الأمل للوجوه الباحثة عن لون جديد لدنيا عقيمة

لستِ في حاجة للإطراء على كلماتكِ، فهى بحق رقيقة جداً ومُعبرة لأبعد حد

وأستأذنكِ بوضع رابط لمدونتكِ في مدونتي حتى أكون ضيفاً دائماً لهذه الكلمات الجميلة .. واتمنى ألا أكون ضيفاَ ثقيلاً

ضــى القمــر يقول...

أشكر أطرائك هذا يا اخى .. وتواجدك بمدونتى .. وكم يشرفنى استضافة مدونتى لديك .. واهلا بك دائما هنا .