الأحد، 9 مارس 2008

قــــوة خـــارقـــه !!!


بعيون مغلقه وبتمتمات هامسه غير مفهومه تبدأ حنين يومها دائما .. ( يظن من يراها لأول وهله أنها تتحدث بغضب مع نفسها بهمس ..أوربما نادمه على أستيقاظها ) .. تمشى خطوات قليله وهى شديدة التركيز بخبايا عقلها .. وتغلق عينها بشده كما لو كانت تريد ملامسة حاجيبها لوجنتيها .. وبعد لحظات تفتح عينيها وتنظر على ما يحيط بها .. تلقى أولى نظراتها على الخارج من خلال زجاج نافذتها لترى هل مفهوم الطقس الذى وضح لها كان صحيحا ام لا ... تذهب مبتعده عن النافذه وملامح وجهها ترسم ابتسامه غير مرئيه مع نظرة أنتصار .... تعود لباقى طقوس صباحها الأساسيه والتى لا يمكنها التغير بها ابدا .. تذهب إلى حمامها ومن ثم تذهب مباشرة إلى أمها .. تعطيها قبلة الصباح مع بسمة نقيه شفافه هاتفه بكل معانى الحب ... تطلب من أمها الأفطار المعتاد والغير قابل للتغير نهائيا وهو كوبا من اللبن قليل السكر ومعه بسكويته واحدة فقط .. ( أذا رأها أحد وهى تتذوق أفطارها المعتاد بكل استمتاع يتوقع أنها تتناول الأفطار لأول مرة بعمرها .. من كثرة متعتها وسعادتها به) .. وبعد أن تنهى أفطارها تكون الطقوس الأساسيه تمت بحمد الله .. ( أما باقى يومها فيكون يوما طبيبعا جدا لأى طفله فى مثل عمرها ) .. بعد ذلك تتجه بكل رشاقة وخفه إلى غرفتها فاليوم أجازة من مدرستها وتريد ان تستغل كل لحظه فى ممارسة تمارين عقليه لتنمية قدرتها الخارقه ( فهى تتبع تمارين لتقويه التركيز العقلى دائما . حتى أثناء أفطارها ) .. وفجأة تسمع صوت خطوات والدته تقترب منها أكثر فأكثر ... فتنظر لأمها نظرة خاطفه بذهنا مشتت ومن ثم تبتعد بعينيها بعيدا عنها وتعود إلى لحظات تركيزها .. فتقترب منها الأم أكثر فأكثر وتسألها بهمس فيما تفكرين يا حنينى ؟؟!!
فتجاوبها بسرعه وبأنفعال : لا .. لاشىء ..
تحركت الأم لتجلس بجانب أبنتها وتشاركها فكرها الذى كان سببا فى هذا الأنفعال ..
فقالت لها : حنينى ماذا بكى .. فيما تفكيرين يا جميلتى ؟؟ شاريكينى فكرك وخاطرك .. فلم تظلى طفلة يا آنستى بل عمرك الآن تسع سنوات وانتى من تبقى لى بعد وفاة والدكِ ... فصارحينى بما يدور فى خاطرك ... وقولى لى ما هو سرالتغير الذى طرأ عليكى منذ فترة ..
فقالت لها حنين : أمى أننى بكل صراحه أمتلك قوة خارقه ...
عقدت الأم حاجبيها وبنظرة أستغراب ظاهريا لكنها فى الواقع نظرة أستنكار سألت أبنتها : أى قوة تمتلكين يا حنين ..؟؟!! قالت الأبنه : أن قوتى تكمن فى أن عقلى يرى الأشياء قبل أن تراها عينى وبقليل من التركيز فقط يوجهنى لخفايا الحقائق أو خفايا الاشياء التى لا أعرفها ..
فقالت الأم : كيف .. أشرحى لى اكثر .. ؟؟!!
قالت حنين : عندما أستيقظ صباحا .. أغمض عينى وأستجمع كل طاقتى حتى أعرف ما هى حالة الطقس اليوم .. هل بارد ام حار .. مشمس ام ضباب ... وآخيرا يرشدنى عقلى بحالة الطقس ... وبعدها أفتح عينى وأذهب للنافذه وأرى هل قوتى صحت أم لا .. فزاد استغراب الأم أكثر وأكثر ..
وسألتها : حنين هل جربتى هذه القوة فى امورا آخرى ..؟؟!!
قالت حنين بكل براءة : نعم يا أمى .. لقد اتبعتها على عده أمور فى مدرستى .. لدرجه أن أصدقائى أطلقوا على اسم الخارقه .. والآن كل من بالمدرسه يحاولون التقرب منى ...
تتكلم الأم مسرعه حتى تقطع كلام أبنتها بطريقه غير مباشرة وتقول لها : حنين حبيبتى قولى لى على أى الأمور أختبرتى هذه القوة بخلاف حالة الطقس اليوم . لأنك يا حبيبتى من الطبيعى أن تعرفى حالة الطقس من ليلة أمس مثلا .أو من ملامسة الهواء لوجنتيكِ فورأستيقاظك .. أو من أن يكون الطقس طبيعيا بردا فى الشتاء وأكثر حرارة فى الصيف أو أو أو ... فقط قولى لى فيما اكتشفتى قدرتك هذه ..
قالت لها حنين : كنت ذات يوما فى المدرسه وكنت مع أصدقائى وفجأة لم نجد بجانبنا صديقتنا التى كانت معنا من قبل ثوانى .. فقالوا لى حنين ركزى ربما تعرفى أين ذهبت صديقتنا من خلال قوتك .. فركزت أكثر وأغمضت عينى وأتبعت عقلى وذهبت إلى فصلها وعرفت أنها عادت إليه ..
قالت الأم : وفيما أيضا يا حنين ..؟؟!!
قالت : سألنى يوما الأستاذ محمود مدرس الجغرافيا أين دفتر الماده يا حنين ؟ .. فقلت لا اعرف يا أستاذ فقال لى كيف لا تعرفين .. فقلت له ثوانى وسأجيبك يا أستاذ .. فأغمضت عينى وأتبعت تمتمات التركيز .. ودلنى عقلى على أنى نسيت دفتر المادة بالبيت ... هذه هى أختباراتى على قدرتى فقط يا امى .. ولكن كل اصدقائى يقولون لى أن قدرتى خارقه حقا ويجب أن أقويها أكثر بتمارين التركيز .... وهنا صمتت الأم ولكنها تابعت الحوار بداخلها فقط .. فلقد وجدت ان الأمر ليس قوة خارقه كما تدعى أبنتها ولكن ربما ذاكرتها تخونها أحيانا ومع عودتها تتوقع أن هذه قوة خارقه ..
فقالت الام لحنين بأبتسامه أستدراك لم تفهمها الطفله ذات التسع سنوات : حنين سأختبر قدرتك هذه حبيبتى فما رأيك ..؟؟!!
أجابت حنين سريعا : أوافق طبعا يا أمى ..
قالت الأم : سآخذ هذه اللعبه وأخبأها بمكانا ما وطبعا أنتى لن ترى مكانها ولكن قوتك الخارقه بعقلك ستبعث أشارات قويه لأحساسك وتخبره بطريقه غير مباشرة عن مكان اللعبه .. وعن الخطوات التى يجب أن تخطيها حتى تصلى إلى مبتغاكِ .. أليست هذه قدرتك يا غاليتى .
تاهت نظرات الطفله يمينا ويسارا وهى فى محاوله لأستيعاب كلمات أمها قائله بينها وبين نفسها : أشارات من عقلى إلى احساسى .. ..ماذا تقصد امى .. لا افهم .. ولكن لا يهم !! ثم قالت لأمها : نعم .. نعم يا أمى هيا نبدأ ...
قامت الأم فورا بأخفاء اللعبه فى مكان لا تعرفه أبنتها .. ولم تستخدمه الأم فى أخفاء أى شيئ عن ابنتها به سابقا ... حتى تتأكد بنفسها ولا تدع شيئا للظروف أو الذاكرة ...
خرجت الأم لأبنتها وقالت هيا آتى لى بلعبتك يا حنينى ... فأبتسمت حنين بسعاده شديدة وبثقه متناهيه ... وبدأت فى طقوس التركيز ... أغماض العيون بشدة .. ثم أبداء رغبتها الشديده فى أكتشاف مكان لعبتها وكأنها تتوسل لعقلها هامسه ببضع تمتمات غير مفهومه ... ومن ثم تبدأ فى الأتجاه حيث يرشدها عقلها .. بدأت الطفله فى الأتجاه لغرفتها أولا وبكل براءه طفوليه أخذت تتحسس صندوق ألعباها وهى مازالت مغمضه العينين وبكل تلقائيه ذهبت الطفله حيث الأماكن التى أعتادت أن تجد بها العبها أحيانا ... وأستمرت حنين هكذا لمده ساعه أو أكثر .. حتى أنهارت فالأبتسامه التى بدأت بها التحدى كانت تتلاشى بالتدريج ... ولم تختفى عنها البسمه فقط بل بدأت الطفلة فى البكاء ثم أخفت بيأس عينيها بأيديها وهى تقول لقد تعبت .. تعبت .. أين أخفيتيها .. أين ؟؟
ذهبت الأم لأحتضان أبنتها ولكن الأبنه رفضت وبعدت عنها قائله : لما تحاولين أثبات أن قدرتى ليست حقيقيه .. انا أمتلك قوة خارقه .. كل أصدقائى يقولون ذلك .. كلهم يحاولون التقرب منى .. لم تريدن أثبات أنى لا أملك قوة خارقه .. لم لم .... أتركينى أتركينى !!
شعرت الأم بخيبه أمل غير طبيعيه ..تركت أبنتها قليلا حتى تهدأ ..وذهبت بعيدا عنها وقلبها يقطر دمعا عليها ..
ولكن بعد فترة ذهبت لحنين قائله : حنين انتى حقا تمتلكين قوة خارقه ...
قالت الأبنه : أذا صدقتينى يا أمى
قالت الأم : نعم يا حنين ولكن قوتك الخارقه ليست كما ظننتى فقوتك التى تملكيها هى ذكائك الشديد الذى هو سر النجاح أذا تعلمتى جيدا كيف تنميه .. قوتك فى بستمك التى تزهر الكون بالفرحه والجمال .. قوتك فى صدق أحساسك وبراءة سنك و...
تقاطعها حنين : لا .. قوتى فى عقلى .. لى قوه خارقه ... لى قوة خارقه ..
قالت الأم : نعم حبيبتى قوتك فى عقلك .. فى كيفيه استخدامك لما وهبك الله من مزايا .. قوتك فى أن تنظرى لخبايا عقلك كما تفعلين .. فى أن تصدقى حدسك كما تفعلين .. فى أن تؤمنى برجاحة فكرك كما تفعلين .. ولكن ليس أن تهيمى وراء حدسك مغمضة العينين .. بل ثقى فى فكرك وحدسك وألهامك ولكن بعيون ناظرة تراقب كل ما حولك ... حتى لا تكونى هائمه وراء خيال أحيانا يصح وكثيرا ما يخطأ .. صدقى أحساسك وأتركى العنان لذكاء عقلك الخارق .. ولكن وأنتى كلك يقين أن قوتك الخارقه بحاجه لعيون تمتلك نفس القوة ..
حبيبتى الجميله .. لا تكونى عقلا مغمض العينين .. بل كونى ذكاءا حاد النظر ...
نظرت حنين لأمها بنظرة ملؤها الحب وملامحها ترسم أبتسامه يغار الجمال منها قائله : أمى أنكِ انتى قوتى الخارقه ..
أحتضنتها أمها بشده قائله : لا يا حبيبتى .. بل أنتى سر قوتى .

هناك 6 تعليقات:

Amir ELmasry يقول...

نظرت حنين لأمها بنظرة ملؤها الحب وملامحها ترسم أبتسامه يغار الجمال منها قائله : أمى أنكِ انتى قوتى الخارقه ..


أحتضنتها أمها بشده قائله : لا يا حبيبتى .. بل أنتى سر قوتى


انتي بحق رائعه

قصه شدتني الي ان اكملها تسلسل رائع للافكار انا استمتع وانا داخل مدونتك

ما شاء الله

Rania Lelah يقول...

قطعة فنيه من الادب القصىى بكل ابدعاته

احييك بشدة

مودتى

الشموع البيضاء يقول...

القصه جميله واسلوبك فيه ابداع.. واعجبتنى كثيرا هذه الجمله التى تحمل حكمه ..ولكن ليس أن تهيمى وراء حدسك مغمضة العينين .. بل ثقى فى فكرك وحدسك وألهامك ولكن بعيون ناظرة تراقب كل ما حولك ... حتى لا تكونى هائمه وراء خيال أحيانا يصح وكثيرا ما يخطأ ..
فعلا
منتظرين المزيد ومدونتك جميله..بالتوفيق ومنتظره زيارتك

ضــى القمــر يقول...

أمير المصرى .

أسعدنى جدا تشجيعك هذا يا اخى ..

وسعدت أن القصه نالت على القبول

تقديرى لك .. وشرفت مدونتك بتواجدك بها .

أحترامى لك

ضــى القمــر يقول...

رانيا ..

شرفتينى اولا بحضورك ..

واشكرك كثيرا على كلماتك الرائعه ..

رانيا على فكرة مدونتك قمه بالروعه .. سلمت احاسيسك يا اختى

تحياتى لكى

ضــى القمــر يقول...

الشموع السوداء

كم هى رائعه كلماتك .. وتشجيعك هذا الذى اسعدنى جدا ..

أشكرك جزيلا يا اختى ..

ولقد زرت مدونتك .. ووجدتها مدونه رائعه بكل صدق .. سأضيف رابطها لدى لو سمحتى حتى اتابعها دائما ..

فلكم أعجبنى موضوعك هذا
توافق يسب رسولك ودينك على قناه عربيه؟؟؟؟؟؟؟

الله يوفقك دائما يا اختى

احترامى لكى ..